حسیبا
حسیبا
خواندن ۴ دقیقه·۲ سال پیش

فومو (الخوف من الضياع)

ربما حدث لك أنه عندما رأيت صورة للطبيعة أو المعالم التاريخية لمدينة، قلت لنفسك: "أتمنى أن أذهب لزيارة جميع أنحاء إيران والعالم عاجلاً!.." أو عندما تتصفح مواقع تعليمية إيرانية أو غير إيرانية وترى دورات تعليمية مختلفة في مواضيع مختلفة، فإنك ترغب في المشاركة في العديد منها! أو هناك أفلام ومسلسلات وكتب وموسيقى و... مختلفة، لم ترها ولم تقرأها ولم تسمعها و...!

إذا كنت قلقاً وتسأل دائما: "متى يكون لديّ الوقت للقيام بهذه الأشياء"؟! وإذا كان لديك نوع من الخوف من التأخر أو التخلف عن الآخرين، فأنت أيضًا متورط في فومو (الخوف من الضياع) أو الخوف من الخسارة!

في احدى المرات وبهدف التحضير للمشاركة في الدورة الثانية من "تأملات الخريف" التي اشرت اليها في مقال "لماذا من العشرين إلى الثلاثين سنة من العمر مهمة؟" قرأتُ عن فومو (الخوف من الضياع). والآن، في هذا النص، أحاول تلخيص ما تعلمته من قراءات ومحادثات أولئك الذين يفكرون فيه.

فومو - الخوف من فوات الشيء

الخوف من الفقد ليس شعورًا أو حدثًا جديدًا، فقد كان في الماضي، خبر قبول شخص ما في الجامعة، أو شراءه منزلاً، أو ربما - منذ قرون - عثور شخص على طعام، يسبب الشعور بالغيرة أو التخلف عن الآخرين لدى الانسان. اما الآن، فقد أدى ظهور الشبكات الاجتماعية، وتقدم التكنولوجيا وانتشار المعلومات، إلى تسريع وتكثيف ظاهرة فومو، بحيث أن الشعور بفقدان تجربة أروع أو أكثر إثارة للاهتمام، التي تحدث الآن في مكان آخر، يسبب لنا القلق!

أظهرت الدراسات أن معظم ندمنا في نهاية العمر، سيكون مرتبطا بأشياء لم نفعلها، وليس الأشياء التي فعلناها. إن المراقبة المستمرة لما يفعله الآخرون وما لا نفعله نحن، سيؤهلنا لمستقبل نتذكر فيه الماضي باستمرار ونحزن عليه.

مواردنا المحدودة مثل الوقت والطاقة ورأس المال و... والتي يمتلكها كل منا للتجربة والتعلم وما إلى ذلك، بالإضافة إلى الزيادة الهائلة في "المحتوى" مقابل محدودية قدرتنا على "استهلاك المحتوى"، (أي امكانية الحصول على عدد كبير من المعلومات بشكل يومي) تضعنا باستمرار في موقف "الاختيار من بين عدة خيارات". إن وجود هذا العدد الهائل من الخيارات، يجعلنا نفكر باستمرار في الخيارات الأخرى ومن ثم، الاعتقاد بأنه ربما كان بإمكاننا اتخاذ "خيار أفضل".

عندما نشعر بالارتباك، تصبح أهدافنا غير واضحة. الخوف من الخسارة يجعلنا ننضم يوميا إلى مجموعات مختلفة، ونبدأ في تعلم أشياء مختلفة، ويخلق لدينا العديد من المشاكل من حيث التركيز. يمكن أن يكون وجود أهداف و"استراتيجية تعلم"، وسيلة للتخلص من "الخوف من الضياع" والتعامل معه، أي إذا لم يكن لدينا "هدف" لتعلم موضوع أو تجربة عمل، فسوف لن نأسف على عدم تعلمه.

وجود مؤشرات مثل عدد المرات التي ندخل فيها إلى شبكات اجتماعية مثل انستغرام، أو مقدار الوقت الذي نقضيه على شبكاتنا الاجتماعية، كلها يمكن أن يشير إلى نوع من الإدمان على الفضاء السيبراني؛ إدمانٌ يحصل على الدوبامين اللازم من الإعجابات والتعليقات والمشاهدة من قبل الآخرين!

سرعة تطور العالم والأشخاص من حولنا، هي سبب آخر يمكن أن يجعلنا نشعر بأننا عالقون وقلقون. تجربتي الشخصية في الأيام الأولى لكورونا، والتي أدت إلى الحجر الصحي، وخفض ساعات العمل، والسكون، وتباطؤ العالم من حولي، جعلتني أشعر أنه تم خلق فرصة ذهبية لي لتعويض الأعمال المتراكمة والفائتة الخاصة بي!

إن الطموح المفرط والذي يسبب طلب المزيد من الأشياء، يمكن أن تزيد من حدة هذا الخوف فينا. هذا الطموح المفرط يكون على نوعين: الرغبة في الجمع (امتلاك أشياء مختلفة) والكمالية (طلب الأفضل). لقد تحدثنا بالفعل عن الجزء الأول (الرغبة في جمع وامتلاك أشياء مختلفة وبالطبع التعلق بها) في مقال بعنوان "الفيل الابيض"؛ وقلنا أنه كيف يمكن لـ"الأقل"، أن يساوي "الأكثر"، وفقًا لتفسير جراهام هيل: < = >.

وفيما يتعلق بالكمالية والتغلب عليها، قرأت مقالا بعنوان «لماذا نشعر غالبًا أننا "نفقد" الفرص»؟ وتعرفت على مصطلح يسمى "الرضا بما فيه الكفاية "، وهو في الواقع مزيج من كلمتين؛ الرضا والاكتفاء.

المعنى الضمني لهذا المصطلح هو الاكتفاء بالنتائج "الجيدة بما فيه الكفاية" بدلاً من السعي لتحقيق أقصى قدر من الأرباح. نظرًا لأن الوصول الى الخيار الأفضل أو اختيار الخيار الأفضل أمر معقد ويستغرق أيضًا وقتًا طويلاً، فقد تم اقتراح أن أفضل مسار للعمل هو اختيار أول خيار متاح والذي يلبي معاييرنا المحددة مسبقًا، أي ما هو "جيد بما فيه الكفاية".

في إيقاع حياتنا المحموم، محكوم علينا أحيانًا أن نفوت. بهذه الطريقة، ربما تؤدي اختياراتنا إلى نتائج أفضل.

اقتراحات لتقليل الخوف من الخسارة:

لتقليل "الخوف من الخسارة" والتعامل معه، أقترح عليك تجربة بعض الأشياء المذكورة أعلاه.

في النهاية، أعتقد أنه بالإضافة إلى القيام ببعض الأشياء لمحاولة التعامل مع بعض هذه المخاوف وتقليلها، والتي ينتج جزء كبير منها عن الفضاء الرقمي والعولمة، علينا جميعًا قبول هذه الحقيقة أنه عندما نختار شيئًا ما، نحن في الواقع نتخلى عن خيارات أخرى، لقد فعلنا ذلك لمرات، لذلك كلنا نعاني من الخسارة طوال الوقت في حياتنا. ربما يؤدي قبول التقييدات الموجودة في الحياة، إلى تقليل معاناة هذه الخسائر بالنسبة لنا.


حلول مقترحة:

  • حجب الصفحات التي لا نريد أن نرى محتواها.
  • لا تستخدم شبكات التواصل الاجتماعي يوما في الأسبوع.
  • طرح السؤال: "ثم ماذا؟!"، لماذا أتابع هذا الشخص؟
  • حجب أو إلغاء متابعة الأشخاص الذين نتابعهم.
  • كتم صوت الاشعارات.
  • اختيار فعال: على ماذا ننفق اهتمامنا؟
  • معرفة الذهن.
  • استخدم أدوات إدارة الوقت على الهواتف المحمولة.
  • الوعي بتأثيرات فومو علينا: ما الذي يفعله الإنترنت بأدمغتنا؟
  • التقليلية الرقمية.
  • احسب تكلفة الفرصة البديلة.
  • البحث عن عوامل الجاذبية في العالم الحقيقي.
  • تعطيل إشعارات الهاتف المحمول.
  • أحيانًا اجعل من الصعب الوصول إلى هاتفك المحمول.
  • اليقظة والتعود
  • تحديد حدود الحياة الشخصية والعملية
  • لا تكن ماسوشي!
  • يجب أن نكون على دراية بما نخسره بسبب فومو
  • إذا لم نكن متاحين دائمًا، فلن يحدث شيء مهم!
  • اختيار واع؛ تحديد أولوياتنا
  • الثقافة الإعلامية ، التعليم والتدريب


فومو
بغدادي? مهتم بالقراءة والكتابة?
شاید از این پست‌ها خوشتان بیاید